'الشياطين لا تتوب' يفضح قضايا الشعوذة وتجارة الدين في المجتمع المغربي | عبدالرحيم الشافعي | MEO
Source: MEO
الرباط - تدور أحداث مسلسل" الشياطين لا تتوب" للمخرج المغربي حميد زيان حول شخصية "عبدالسلام"، متورط مع عصابة تبحث عن الكنوز في قريته، إذ أنه فر منها ليستقر في أحد الأحياء الشعبية بالمدينة، هناك حيث يمارس ما يصطلح عليه شعبيا بالراقي، إذ يستغل سذاجة من يقصده من السذج أملا في العلاج، وبفضل شبكات التواصل الاجتماعي ذاع صيت الراقي "عبدالسلام" ووصل للطبقات الثرية.
وفي يوم من الأيام استقبله "الحاج الراضي" بالفيلا التي يقطن بها، ليخبره "عبدالسلام" أنه يعيش حالة من الضيق وأن حالته مأساوية ويجب عليه أن يخضع لجلسات مستمرة من العلاج بالرقية ليستعيد توازنه وصفاءه، ليستغل "عبدالسلام" هذه الجلسات لتسجيل اعترافات "الحاج الراضي"، من أجل إبتزازه بها فيما بعد ويقنعه بالزواج من ابنته، وفي ليلة الزفاف يعثر على "عبدالسلام" ميتا في غرفته.
تعرض سلسلة "الشياطين لا تتوب" ضمن برامج رمضان 2024 على القناة الثانية، وهي من بطولة ربيع القاطي، زينب عبيد، رشيدة منار، عبدالحق بلمجاهد، الصديق مكوار، ندى حداوي، مراد حميمو، ناريمان سداد.
وفي هذا السياق كان ل"ميدل ايست اونلاين" حوار مع المخرج المغربي حميد زيان حول كواليس مسلسل "الشياطين لا تتوب"، وفيما يلي نص الحوار:
ما هي الغاية التي تأمل أن يستوعبها المشاهد من خلال شخصية "عبدالسلام" ورحلته في المسلسل؟
مسلسل "الشياطين لا تتوب" من إنتاج القناة الثانية وتنفيذ مونافريق برود، اشتغلت فيه مع مجموعة من الممثلين من بينهم ربيع القاطي، زينب عبيد، مراد حميمو، ناريمان سداد، عبدالحق بلمجاهد، ندى حداوي، الذين كان لي الشرف بالاشتغال معهم.
وموضوع المسلسل حساس يدور حول الرقية الشرعية واستغلالها من قبل بعض المشعوذين وتجار الدين للنصب على الفئة الهشة في المجتمع المغربي، إذ أن انتشار هؤلاء المشعوذين ساهمت فيه وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، حيث أصبحوا نجومًا على جل المواقع الالكترونية، واستغلوها بشكل صحيح، كما ساعدتهم على التقرب من الفئة البسيطة في المجتمع ومكنتهم من سرقتهم والنصب عليهم، بل الأمر أعقد من هذا، حيث تقام هناك ممارسات جنسية صعبة التصور، وهذا المسلسل هو الأول الذي يناقش هذا الموضوع الخطير، وأتمنى أن ينتبه كتاب الأعمال الدرامية لأهمية قصص هؤلاء المشعوذين وتجار الدين الذين يسرقون الناس ويعتدون عليهم، وهذا هو جوهر الرسالة المرجوة من المسلسل.
كيف استفدت من تجربتك السابقة كممثل في إدارة فريق ممثلين "الشياطين لا تتوب"؟
خلال بداية مشواري الفني، كنت ممثلاً وعملت مع مجموعة من رواد الدراما المغربية، إذ أن هذه التجربة نمت في شخصيتي وأثرت في إحساسي بالممثل ومعاناته أثناء تجسيد الأدوار، فأثناء توجيه الممثل، يجب أن يشعر المجسد بدوره بشكل أكبر من مجرد رؤية المخرج له، أنا مجرد موجه بناءً على تجربتي، حيث أقوم بمناقشة الدور وأبعاده النفسية والاجتماعية فقط، والجزء الآخر يتعلق بتشجيعي لكل ممثل أثناء تعاملي معه، لكي يثق بنفسه ولا يفقد التركيز، ويجب على المخرج أن يمر بتجربة التمثيل حتى لا يظلم أي ممثل أثناء إدارة التمثيل، ومع الأسف هذا ما ينقص العديد من المخرجين في المغرب.
ما هي أبرز التقنيات التي استخدمتها في التصوير لخلق جو من التشويق والإثارة في المشاهد؟
لقد استخدمت تقنيات سينمائية متقدمة في إخراج مسلسل "الشياطين لا تتوب"، بدءًا من التصوير والديكورات والإضاءة والزوايا وحتى اللقطات، كما كان لدي فريق تقني احترافي يعمل في صناعة السينما والتلفزيون، وقمت بتعيين مدير تصوير منسجم مع رؤيتي كمخرج، إذ ساعد في اختيار حركات الكاميرا وزوايا اللقطات بشكل متقن.
وحرصت أيضًا على العمل مع فريق مهني يستخدم معدات احترافية، مما ساهم في تحقيق الجودة المطلوبة في التصوير، فكانت النتيجة النهائية مشرفة، حيث حازت الحلقة الأولى على استحسان الجمهور المغربي، وهذا النجاح كان نتيجة عمل جماعي، بدءا من كتابة السيناريو وصولًا إلى عمليات المونتاج ثم البث التلفزيوني.