الرباط تشدد لدي ميستورا على مواقفها الثابتة من الحل لملف الصحراء المغربية | محمد ماموني العلوي | صحيفة العرب
Source: صحيفة العرب
Author: Al Arab العرب
الرباط - حل ستيفان دي ميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، الخميس، بالعاصمة المغربية الرباط بعد زيارته إلى عدد من العواصم آخرها موريتانيا، حيث شدد المغرب على مواقفه الثابتة من الحل، وذلك قبيل الإحاطة المرتقبة التي سيقدمها أمام مجلس الأمن الدولي الشهر الجاري، لبحث مستجدات الوضع المتعلق بنزاع الصحراء المغربية.
وأجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مباحثات مع المبعوث الأممي في إطار جولة إقليمية لدى الأطراف الواردة في قرار مجلس الأمن 2703، من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا وبوليساريو، باعتبارها الإطار الوحيد الذي حددته قرارات مجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق.
وجدّد المغرب، حسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي، الثوابت التي أكّد عليها العاهل المغربي الملك محمد السادس للأمين العام للأمم المتحدة متمثلة في أنه لا عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة التي حددتها الأمم المتحدة بمشاركة كاملة من الجزائر؛ لا حل خارج إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي؛ ولا عملية سياسية جدية، في وقت ينتهك وقف إطلاق النار يوميا من قبل ميليشيات بوليساريو.
وأكد نبيل الأندلوسي رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية في تصريح لـ"العرب" أن الموقف الرسمي والثابت للمغرب تؤطره المبادرة المغربية المتعلقة بخطة الحكم الذاتي، التي قدمها الملك محمد السادس سنة 2007، وهي سقف المبادرات المغربية الممكنة، حيث لا يمكن تصوّر تنازل المغرب عن جزء من سيادته الوطنية والترابية والدفاع عنها بحزم وقوة ضد أيّ انتهاك من طرف بوليساريو".
وأضاف في تصريح لـ"العرب"، أن "الجولة التي يقوم بها دي ميستورا الغرض منها إحياء آلية الموائد المستديرة والتفاوض المباشر بين الأطراف المعنية، بملف الصحراء المغربية، باعتبارها المهمة المستعجلة والملحة لدى المبعوث الأممي، قبل تقديم إحاطته لمجلس الأمن"، مستدركا أن "مهمته تبقى صعبة في ظل التعنت الجزائري، والتوتر الدبلوماسي الذي بلغ مداه ما بين المغرب والجزائر".
وأكد رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية أن "الأطراف المعنية بالحوار وفق قرارات مجلس الأمن هي المغرب، الجزائر، موريتانيا، وجبهة بوليساريو، ومهمة دي ميستورا الآن، هي جلوس جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات المباشرة والواضحة، والجزائر مطالبة بتحمل مسؤوليتها كطرف مباشر في الموضوع، بل هي والمغرب هما الطرفان الأساسيان، على اعتبار أن بوليساريو لا تملك قرارها السياسي المستقل".
وقبل محطة المغرب التقى دي ميستورا مع وزيري الخارجية والدفاع الموريتانيين، حيث أوضح وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوغ، أن المباحثات تناولت "المساعي الأممية لحل النزاع في الصحراء المغربية والدور المنوط ببلادنا بحكم علاقاتها الوثيقة بمختلف الفاعلين في النزاع".
وتأتي زيارة دي ميستورا إلى المغرب وموريتانيا، قبل الإحاطة المرتقبة التي سيقدمها خلال الجلسة التي من المزمع أن يعقدها مجلس الأمن الدولي، لبحث مستجدات الوضع المتعلق بنزاع الصحراء في 16 من الشهر الجاري، وهي الإحاطة التي ينتظر أن يقدم خلالها نتائج لقاءاته ومشاوراته مع الأطراف المعنية، والفاعلين الدوليين في ملف قضية الصحراء المغربية.
كما تزامن لقاء دي ميستورا مع وزير الدفاع الموريتاني، حننه ولد سيدي، الثلاثاء بمكتبه، مع استمرار تصعيد جبهة بوليساريو ضد الأراضي المغربية، واستهداف مدينة السمارة في أكتوبر وديسمبر الماضيين انطلاقا من المنطقة العازلة المحاذية للحدود الشمالية لموريتانيا مع المغرب، والذي طال مراقبي الأمم المتحدة والمنقبين عن الذهب والرعاة في المنطقة، واعتبرت السلطات الموريتانية المنطقة المعنية "خالية أو غير مأهولة، وقد تشكل أماكن للعبور بالنسبة إلى الإرهابيين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة".
ومن المقرر أن يستمع أعضاء مجلس الأمن الدولي، إلى الإحاطة التي سيقدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا مع آخر مستجدات الوضع المتعلق بنزاع الصحراء المغربية، وكذلك نتائج مشاوراته مع الأطراف المعنية والفاعلين الدوليين في هذا النزاع الإقليمي، كما يرتقب أن يقدم الروسي ألكسندر إيفانكو، الممثل الخاص للأمم المتحدة رئيس بعثة المينورسو، إحاطة تتضمن مستجدات الوضع الميداني على الأرض.
وفي إطار مواصلة المبعوث الأممي للصحراء المغربية محادثاته الموسعة حول الملف التقى في جولته الموسعة وزراء خارجية روسيا وبريطانيا، كما التقى بوزيرة خارجية جنوب أفريقيا حيث انتقد المغرب بلهجة شديدة هذه الزيارة.
وفي السياق ذاته قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان رسمي في مارس الماضي، إن "لقاء دي ميستورا مع سيرجي لافروف، بحث بالأساس سبل تسوية نزاع الصحراء، مع تبادل وجهات النظر حول خطط إعادة إطلاق العملية السياسية في ظل الاتصالات الأخيرة التي أجراها المبعوث الأممي مع جميع الأطراف المعنية".
وأعطى القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2703، ولاية جديدة لبعثة المينورسو حتى أواخر أكتوبر من العام الجاري، وأوصى بضرورة عودة المفاوضات بين الأطراف الأربعة، مع الإشادة بمقترح الحكم الذاتي المغربي.
ويعتبر هذا الظهور الأول للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة بعد جدل زيارته إلى جنوب أفريقيا، التي أثارت غضب الرباط، حيث سجل عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن المغرب "يرفض بشكل قاطع أي تفاعل لبريتوريا بشأن قضية الصحراء المغربية، ما جعلنا نقدم أسبابنا المشروعة والموضوعية، وقمنا بتذكيره بأسس مهمته، المتمثلة في رسالة تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تخول له العمل، حصرا، مع الأطراف الأربعة المعنية بالعملية السياسية".
وصادقت حكومة نواكشوط على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء ما أسمته "منطقة دفاع" حساسة شمال البلاد بمحاذاة الحدود المغربية، واعتبرت السلطات الموريتانية أن المنطقة المعنية بهذا المشروع "خالية أو غير مأهولة، وقد تشكل أماكن للعبور بالنسبة للإرهابيين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة".
وكشفت الأمم المتحدة، عن برنامجها لشهر أبريل الجاري، الخاص بمناقشة الأعضاء داخل مجلس الأمن الملفات والقضايا الدولية العالقة، مدرجة مناقشة ملف الصحراء المغربية ضمن جلسة مغلقة.