Stay on this page and when the timer ends, click 'Continue' to proceed.

Continue in 17 seconds

'العام زين' يوازن بين تبعات الهجرة القروية وقيمة الجذور | عبدالرحيم الشافعي | MEO

'العام زين' يوازن بين تبعات الهجرة القروية وقيمة الجذور | عبدالرحيم الشافعي | MEO

Source: MEO

الرباط - تدور أحداث الشريط التلفزيوني "العام زين" للمخرج المغربي داني يوسف حول شاب يدعى "علي" الذي لم يعثر على عمل يناسب شهادة الإجازة التي حصل عليها في اللغة العربية، وهو يتوفر بالكاد على ما يلبي متطلباته الخاصة، وليست لديه الإمكانيات للزواج أو لمساعدة والديه المسنين، إذ تسبب هذا الوضع في إحباط شديد ل "علي" الذي بات يعتقد أن الهجرة هي فرصته الوحيدة لحياة أفضل، ولتحقيق هذه الغاية لا بد من مبلغ مالي كبير لن يحصل عليه إلا إذا باع والده الأرض التي يملكها.

ويفكر "علي" في الأمر ثم يقرر أن يؤجل مشروع الهجرة إلى وقت لاحق، وفي انتظار ذلك ينكب على العمل في أرض والده، إذ تحمل له زيارته القصيرة إلى قريته الكثير من المفاجآت بين النجاح غير المتوقع لمشروعه الصغير وبين قصة الحب غير المنتظرة، إذ يكتشف "على" أن حب الأرض والوطن لا يقدر بثمن وأن كل شيء ممكن بالإرادة والعمل.

العمل من سيناريو نرجس المودرن، وبطولة كل من ربيع الصقلي، وسلمى صلاح الدين، ومحمد خويي، وفتاح غرباوي، ونزهة بدر، ولغيثة عصفور.

ويتمحور السيناريو حول "علي" الذي يواجه تحديات شخصية واجتماعية كبيرة، إذ يجد نفسه عالقا في وضع اقتصادي صعب لا يمكن من خلاله تحقيق طموحاته وتطلعاته، ويعكس هذا الصراع الواقع الاجتماعي للكثير في العالم العربي الذين يواجهون صعوبات في العثور على فرص عمل مناسبة وتحسين مستوى معيشتهم.

ومن خلال تقديم "علي" لخيار الهجرة إلى المدينة بحثا عن فرص أفضل مقابل البقاء في البادية، يتم استعراض التناقضات الثقافية والاقتصادية بين الحياة في المدن والحياة في البادية، وهذا يبرز الصراع الدائم بين الحفاظ على التقاليد وثقافة البادية وبين استكشاف الفرص والتطور في المدن.

وتظهر رحلة "على" تطوره الشخصي والنمو الذاتي خلال تجربته في البادية، عن طريق العمل الشاق والتفاني في إدارة أرض والده، إذ يكتشف قيمة الجهد والإرادة في تحقيق النجاح، كما يتعلم أيضا قيمة الوطن والارتباط بالأرض والمجتمع الذي يعيش فيه.

وينقل السيناريو رسالة إيجابية ومحفزة حول قوة الإرادة والعمل على تحقيق الأهداف وعلى أهمية الاستمرارية والثقة بالنفس في تجاوز التحديات وتحقيق النجاح، وكذلك الانتماء للأرض والمجتمع

ويضيف السيناريو عنصر الحب غير المتوقع بين "علي" و "رجاء" لمسة إنسانية ورومانسية للحبكة الدرامية، حيث يعزز التوازن بين الجوانب الشخصية والاجتماعية للقصة، ويجسد قوة العواطف والعلاقات الإنسانية في تحقيق السعادة.

تعتبر اللهجة القروية والإيماءات الطبيعية جزءا لا يتجزأ من تجسيد شخصية "علي" بشكل عفوي، إذ يتقن الممثل المغربي ربيع الصقلي اللهجة المناسبة والإيماءات التي تعكس خلفية "على" القروية وأصوله البدوية بطريقة واقعية وطريفة، ويتمتع بقدرة فائقة على التوازن بين العناصر الكوميدية والدرامية بشكل تلقائي محبوك، مما يجعل أداءه ممتعا ومحببا للجمهور.

ويظهر ربيع الصقلي موهبة بارزة في التعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر، إذ يجسد الفرح والمرح في المواقف الكوميدية والحزن والإحباط في المواقف الدرامية، وتضيف القدرة في تجسيد مجموعة متنوعة من المشاعر قوة وإقناعا لأدائه، كما يبين استجابته المتقنة لميكانيزمات شخصية "على" من خلال تفاعله الدقيق مع الأحداث والشخصيات الأخرى، مما يضيف بعدا إضافيا للشخصية ويثري القصة بأبعاد جديدة.