Stay on this page and when the timer ends, click 'Continue' to proceed.

Continue in 17 seconds

عريضة تطالب الحكومة المغربية بفتح حوار مع طلاب الطب والصيدلة | محمد ماموني العلوي | صحيفة العرب

عريضة تطالب الحكومة المغربية بفتح حوار مع طلاب الطب والصيدلة | محمد ماموني العلوي | صحيفة العرب

Source: صحيفة العرب
Author: Al Arab العرب

الرباط - أعلن أعضاء لجنة عريضة المطالبة بالتدخل من أجل فتح حوار وطني مباشر في المغرب مع اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وإلغاء جميع العقوبات التي اتخذت ضد ممثلي الطلبة، عن إيداع العريضة لدى رئيس الحكومة عزيز أخنوش بعد تجاوز عدد موقعيها 4 آلاف توقيع، وهي العتبة التي يحددها القانون قبل الإيداع.

وتأتي هذه الخطوة بعد الاحتقان الذي عرفته وتعرفه كليات الطب والصيدلة بالمغرب، وتوقف الدراسة والتدريبات الاستشفائية لمدة تجاوزت ستة أشهر.

وأكدت اللجنة الوطنية للطب والصيدلة أن المواطنين الذين ساهموا في التوقيع على مطالب العريضة يتطلعون إلى أن تلقى عريضتهم تجاوبا من طرف السلطات المعنية، بما يحقق الانفراج المنشود في ملف طلبة كليات الطب والصيدلة، ويشكل تحقيقا للديمقراطية التشاركية التي يؤكد عليها دستور المملكة.

ووجهت عائلات طلبة كلية الطب والصيدلة بمراكش إلى رئيس الحكومة نداء من أجل "التدخل الشخصي لتقريب وجهات النظر وفتح حوار جاد دون خطوط حمراء ولا ولاءات مسبقة، وبأجندة زمنية سريعة".

وأكدت في بيان لها أن "الحوار لن يكون إلا بإعادة المطرودين والموقوفين من ممثلي الطلاب، كبادرة حسن النية، تُحل بعدها جميع النقاط العالقة"، كما أكدت أن "مطالب الطلاب بعيدة كل البعد عن أي توظيف أو تأويل سياسي أو فصائلي أو أي شيء آخر".

وفي الإطار ذاته، طالبت هيئات حقوقية ونقابية وعائلات الطلبة الحكومة والوزارتين الوصيتين بـ"التدخل الفوري وبدون تردد من أجل إنقاذ السنة الدراسية الحالية التي تقترب من الانتهاء على وقع سنة بيضاء"، معتبرة مطالب الطلبة المضربين عن الدراسة "عادلة ومشروعة"، مشيرة إلى أنها ستواصل تنسيقها، خلال الأسبوعين المقبلين، مع توجيه الدعوة إلى كوادر حقوقية ونقابية أخرى بهدف إنشاء آلية أو شبكة لدعم الطلبة على الصعيد الوطني.

ووصف عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الطيب مضماض، في مهرجان تضامني مع طلاب الطب والصيدلة وطب الأسنان، القرارات التي اتخذتها إدارات الكليات في حق عدد من الطلاب بـ"الانتقامية".

وأضاف أن "الطلبة يتعرضون للانتقام، وعلى الحكومة أن تكف عن تعنتها وتتحمل مسؤوليتها السياسية وتفتح حوارا مع الطلبة حول ملفهم المطلبي".

وشدد الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، على أن "السنة البيضاء لن تكون نجاحا لأحد، لا للوزارة الوصية ولا للطلاب، وقبل ذلك هي فشل لنا جميعا من قطاعات حكومية وطلاب ونقابات وممثلين للأمة وفعاليات وأسر ومهن طبية".

وأوضح في تصريح لـ"العرب"، أنه "لا يزال أمامنا بصيص من الأمل لتجنب الفشل الجماعي وننحاز للنجاح المجتمعي، للنجاح المغربي، لتجاوز ما ضاع إلى حد الساعة بل تداركه"، مؤكدا أن "الوزارة الوصية تحتاج إلى الإنصات لآراء ورؤى واقتراحات وتخوفات وتساؤلات باقي المتدخلين في جو من النقاش العلمي الهادئ وليس تحت ضغط متطلبات الحوار وإكراهات زمن ما تبقى من السنة الدراسية".

كما أبرز حمضي أن "الطلبة كذلك في حاجة إلى من ينصت في هدوء وتبصر ومسؤولية لرؤيتهم بشأن هذه الإصلاحات، وبشأن منظومة التكوين الطبي ككل، وهم في حاجة إلى من ينتبه لاقتراحاتهم وتخوفاتهم، ويجيب عن تساؤلاتهم ويتفاعل معها، في جو من النقاش العلمي الهادئ والروح الوطنية، وليس فقط تحت ضغط متطلبات الحوار الاجتماعي".

ورفض الطلاب تقليص مدة التكوين من سبع سنوات إلى ست، ويطالبون بتجويد ظروف التكوين داخل فضاءات التدريب بالمستشفيات، حيث اعتبر الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، وهو إطار حقوقي يضم اثنتين وعشرين هيئة حقوقية، "معركة الطلبة من أجل تجويد التكوين في الطب والصيدلة مسألة أساسية"، منتقدا المقاربة المتبعة في التعامل مع الأزمة المخيمة على كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان منذ سنوات.

وأكدت النقابة الوطنية للصحة، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن "مطالب الطلاب عادلة ومشروعة"، مضيفة أن "من الضروري أن يدافعوا عنها لأن الأمر في نهاية المطاف يتعلق بالدفاع عن المصلحة العامة"، وانتقدت غياب المقاربة التشاركية في القرارات التي تهم قطاع الصحة العمومية.

واعتبرت النقابة الوطنية للصحة أن "السنة السابعة، التي تم حذفها، تعد أساسية في التكوين، حيث يخضع فيها الطلاب للتدريب الكلينيكي، وهي المرحلة الأخيرة في التكوين، ولها دور أساسي في مسار تكوين الطالب لأن كفاءة الأطباء تأتي كثمرة للأعمال التطبيقية".

وانتقدت الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، تصريح عبداللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في مجلس المستشارين، الأسبوع الماضي، الذي أكد فيه أن الوزارة تعتزم إجراء امتحانات الدورة الثانية في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، رغم مقاطعة كل الطلبة للدراسة منذ ستة أشهر، مؤكدة أنه جاء في غير محله، في الوقت الذي كان يفترض أن يجلس هذا المسؤول إلى طاولة الحوار مع الطلاب للوصول إلى حل.

وأعلن عبداللطيف ميراوي أن "الوزارة تريد إجراء امتحانات كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في موعدها في بداية شهر يونيو المقبل، مع عدم التوجه نحو أي فترات استدراكية بالنسبة لغير الملتحقين من الطلاب بمدرجات الكليات لاجتيازها"، مطالبا الطلاب بالعودة سريعا وإيقاف المقاطعة.

وأكد رياض مزور، وزير التجارة والصناعة، في تصريحات صحفية، "إننا نتفهم الطلاب ولكن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار حاجيات البلاد، حيث إن تقليص سنوات الدراسة من سبع إلى ست سنوات، كان الهدف منه تقوية قدراتنا في ميدان التأطير الطبي، وإن شاء الله سنأخذ الوقت للوصول إلى حل، الذي لا يمكن أن يكون على حساب مستقبل المغرب، ولكن سنستمع إلى الطلبة، وسنحاول إقناعهم أو يقنعون".