آلاف اللاجئين السودانيين يواجهون كارثة إنسانية وشيكة في ليبيا | | صحيفة العرب
Source: صحيفة العرب
Author: Al Arab العرب
طرابلس - حذرت الهيئة الطبية الدولية من وقوع كارثة إنسانية وشيكة مع تدفق اللاجئين السودانيين الفارين إلى ليبيا، إذا لم يتم تقديم المساعدات بشكل عاجل، مشيرة إلى أنهم بحاجة ماسة لخدمات الصحة الجسمانية والعقلية والغذاء والمأوى والأساسيات المنزلية والدعم اللوجستي.
وقدمت الهيئة الطبية الدولية، وهي أول منظمة إنسانية في ليبيا نتائج مهمة فريق الاستجابة السريعة في مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا، حيث يقدر العدد الإجمالي للاجئين السودانيين بها بـ45 ألف لاجئ.
في أبريل 2023، اندلعت اشتباكات في عدة مدن في جميع أنحاء السودان، مما أدى إلى نزوح أكثر من 6 ملايين شخص داخليًا ودفع أكثر من مليوني شخص آخرين إلى العبور إلى البلدان المجاورة.
وحسب معاينة فريق الاستغاثة التابع للهيئة، ويضم فريقًا طبيًا يتكون من طبيب وممرض ومسؤول موقع ميداني، فقد حدد خمسة مواقع خاصة باللاجئين السودانيين تُعرف باسم "المزرعة" في الكفرة. وقد استضافت ما يقرب من 15 ألف شخص في جميع هذه المواقع واستقبال تدفق يومي يتراوح بين 250 إلى 300 وافد جديد.
وتوصلت الهيئة الطبية الدولية، بعد مسح لأحد المواقع، إلى أن عددهم يبلغ حوالي 800 عائلة، بمعدل خمسة أفراد لكل أسرة. وكان ما يقرب من 10 بالمئة منهم فوق سن 50 عاما، فيما هناك حوالي 400 طفل.
وبخصوص النقائص في المكان، فقد تبين غياب الطعام إلا إذا جرى شراؤه من أفراد المجتمع المحلي، في حين لا توجد مرافق صرف صحي، ولا مياه شرب نظيفة، إلى جانب تسجيل حالات كثيرة من الإسهال جرى الإبلاغ عنها، خاصة بين الأطفال والرضع، والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بالمياه الملوثة.
ووفقاً للجنة الطوارئ التابعة لوزارة الصحة، فقد ارتفع عدد الإصابات بالأمراض المعدية بين اللاجئين بشكل ملحوظ، مع وجود أكثر من 780 حالة إصابة مؤكدة بالتهاب الكبد، و112 حالة إصابة بفايروس نقص المناعة البشرية، و28 حالة إصابة بالسل.
وتوقعت تصاعد عدد اللاجئين الفارين من السودان إلى ليبيا بشكل كبير بسبب الصراع الدائر هناك. واستنادا إلى تحليل التقييم السريع للاحتياجات الذي جرى إجراؤه، كشفت الهيئة الطبية الدولية وجود أربع مسارات رئيسية يستخدمها اللاجئون السودانيون: مباشرة من السودان إلى الكفرة "الطريق الأكثر شعبية"، عبر تشاد إلى مرزوق، وعبر تشاد إلى القطرون، و"الطريق الأقل استخدامًا" عبر مصر إلى طبرق.
وفي وقت سابق، كشفت وسائل إعلام سودانية، عن صور أقمار اصطناعية، تبين أن إشعال النيران استخدم كسلاح حرب في السودان، ودمر مئات القرى.
وقال مسؤول بوحدة للأقمار اصطناعية في السودان إن "أكثر من 50 قرية سودانية تكرر إحراقها ما يشير لنية تهجير قسري وجرائم حرب"، مشيرًا إلى أنه "جرى توثيق 235 حريقا في مدن وقرى بجميع أنحاء السودان، منذ بداية الحرب وإقليم دارفور شهد الكثير من العنف".
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً الآلاف من القتلى والجرحى بين المدنيين.