ضبط متفجرات مخزنة في منزل جنوب العاصمة الأردنية | MEO
Source: MEO
عمان - أرجعت مديرية الأمن العام بالأردن السبت سبب التواجد الأمني الكثيف بالمنطقة وسماع أصوات انفجارات في منطقة ماركا الجنوبية بالعاصمة عمان إلى قيام أشخاص بتخزين مواد متفجرة داخل منزل، وفق ما توصلت إليه التحقيقات الأولية فيما يأتي ذلك وسط تحذيرات سابقة أعلنتها السلطات الأردنية من وجود تهديدات أمنية خاصة مع تعمد ميليشيات موالية لإيران لتهريب أسلحة من سوريا والعراق.
واكد بيان للمديرية (تتبع وزارة الداخلية) غداة تداول العديد من الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي عن تواجد أمني كثيف بالمنطقة وسماع أصوات انفجارات أن "التحقيقات الأولية في القضية أشارت إلى قيام مجموعة من الأشخاص (لم يذكر أي تفاصيل عنهم) بتخزين كميات من المواد المتفجّرة داخل منزل في منطقة ماركا الجنوبية".
وأشار الى أن "خبراء المتفجرات من سلاح الهندسة الملكي والأجهزة الأمنية قاموا بالتعامل مع تلك المواد وتفجيرها في الموقع بعد أخذ الاحتياطات اللازمة كافّة من عزل وإخلاء للمنطقة ودون أية إصابات تذكر" مضيفا "نهيب بالجميع الابتعاد عن موقع المنزل وإعطاء المجال للأجهزة الأمنيّة لمتابعة عملها دون أية مؤثرات".
وأوضح أن "القضية قيد التحقيق، وسيتم نشر تفاصيلها حال الانتهاء".
ومنتصف مايو/ أيار، كان الأردن قد أعلن عن إحباط تهريب أسلحة إلى خلية بالمملكة في مارس/ آذار الماضي، أرسلتها "مليشيات" مدعومة من إحدى الدول.
وقالت مصادر مطلعة حينها إن الأردن أحبط مؤامرة يشتبه أن إيران تقف خلفها لتهريب أسلحة إلى المملكة المتحالفة مع الولايات المتحدة، وذلك لمساعدة معارضين للحكم الملكي على تنفيذ أعمال تخريبية في مؤشر على حجم التوتر بين البلدين خاصة بعد الحرب التي اندلعت في غزة.
وشددت نفس المصادر على أن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن لها صلات بالجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). مؤكدين أنه تم ضبط الأسلحة عندما ألقي القبض على أعضاء في الخلية، وهم أردنيون من أصول فلسطينية، في أواخر مارس/آذار.
وتأتي هذه التطورات وسط توترات شديدة في الشرق الأوسط جراء الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة ضد حركة حماس. وتشكل حماس جزءا من "محور المقاومة" المناهض لإسرائيل الذي تتزعمه طهران ويضم عدة فصائل متحالفة معها.
ويعتقد ان الأردن يواجه محاولات تستهدف زعزعة استقراره حيث يمكن وفق مراقبين أن يصبح نقطة توتر إقليمية في أزمة غزة إذ يستضيف قاعدة عسكرية أميركية ويشترك في الحدود مع إسرائيل، وكذلك سوريا والعراق حيث توجد فصائل متحالفة مع إيران.
كما كشف الأردن عددا من المحاولات من جانب إيران وجماعات متحالفة معها لتهريب أسلحة من بينها ألغام كلايمور ومتفجرات سي4 وسيمتكس وبنادق كلاشنيكوف وصواريخ كاتيوشا عيار 107 مليمترات.
وأكدت مصادر مطلعة حينها ان معظم التدفق السري للأسلحة إلى المملكة كان موجها إلى الأراضي الفلسطينية المجاورة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. لكن بعض الأسلحة، بما في ذلك تلك التي تم ضبطها في مارس/آذار، كانت موجهة للاستخدام في الأردن من قِبل خلية تابعة للإخوان المسلمين متحالفة مع حماس.
وتعتقد السلطات الأردنية أن إيران والجماعات المتحالفة معها مثل حماس وحزب الله اللبنانية تحاول تجنيد شبان متطرفين من جماعة الإخوان المسلمين في المملكة من أجل الأهداف المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من القوى المتحالفة معها.
وأكد ممثل بارز لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن بعض أعضاء الجماعة اعتقلوا في مارس/آذار وبحوزتهم أسلحة، لكنه قال إن أيا كان ما فعلوه فلم يكن بموافقة الجماعة، مضيفا أنه يعتقد أنهم كانوا يهربون الأسلحة إلى الضفة الغربية وليس بهدف تنفيذ عمليات في الأردن.
وخلال العام الماضي، قال الأردن إنه أحبط الكثير من المحاولات التي قام بها متسللون مرتبطون بالجماعات الموالية لإيران في سوريا، والذين قالت المملكة إنهم عبروا حدودها بقاذفات صواريخ ومتفجرات، وتمكنوا من إدخال بعض الأسلحة دون أن يتم اكتشافها. ونفت طهران أن تكون وراء مثل هذه المحاولات.
ويسير ملك الاردن عبدالله على حبل مشدود. فمعظم سكان الأردن البالغ عددهم 11 مليون نسمة من أصل فلسطيني، إذ استقبل الأردن ملايين اللاجئين الفلسطينيين الفارين من وطنهم في السنوات المضطربة التي أعقبت قيام دولة إسرائيل. ووضعت أزمة غزة الملك عبدالله في موقف صعب إذ يحاول التوفيق بين دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على تحالف قديم مع واشنطن واعتراف مستمر منذ عقود بإسرائيل.
وأثارت الحرب غضبا شعبيا واسع النطاق، إذ دعا متظاهرون لقطع العلاقات مع إسرائيل واندلعت احتجاجات في الشوارع خلال الأسبوع الماضي.
وبعد مشاركة الأردن الشهر الماضي في جهود قادتها الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل في إسقاط وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ أطلقتها إيران، نشر منتقدون صورا مُركبة على وسائل التواصل الاجتماعي للملك ملفوفا بالعلم الإسرائيلي مع تعليقات مثل "خائن" و"دمية الغرب".