تعزيزات للجيش الأردني على الحدود مع فلسطين.. ماذا يحدث؟
Source: Aljazeera
Author: حبيب أبو محفوظ
عمّان - أثار فيديو متداول بشأن إرسال الجيش الأردني تعزيزات إلى الحدود مع فلسطين تفاعلاً كبيرا من مستخدمين ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويظهر في الفيديو مشاهد لدبابات وناقلات جند وتعزيزات عسكرية أردنية في طريقها نحو الحدود، كما يُظهر الفيديو تمركز قوات الجيش الأردني في المناطق الحدودية الغربية.
وأشار الإعلامي سمير الحياري إلى أن التحركات العسكرية الأردنية على الحدود مع فلسطين "رسالة للعدو الإسرائيلي بأن الأردن جاهز للحرب إذا ما تمت خطة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية تجاه الأراضي الأردنية، لاسيما وأن هذه الاحتمالات بدأت بالتوسع مع تسليح المستوطنين ودعوتهم أبناء الضفة للتوجه نحو الأردن".
وتعليقا على الفيديو المتداول، قال الإعلامي سمير الحياري إن "الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية لم يوضح لنا ما الأسباب الموجبة لتحركات الجيش باتجاه الحدود مع فلسطين؟"، ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن "السبب أمني أكثر مما هو إعلامي، ولا يمكن إظهاره للإعلام".
وأضاف "كثرت التساؤلات والتكهنات حول الفيديو المنشور، وبالتالي أعتقد أنه سيكون هناك توضيح رسمي، وعلى القوات المسلحة الأردنية أن تصدر بيانا لأننا نحن الصحفيين والإعلاميين نريد أن نعرف ما الأسباب الموجبة لهذه التحركات العسكرية؟".
ولفت الحياري إلى أن الأردن كان يستعد لإقامة مستشفى ميداني عسكري في الضفة الغربية منذ أشهر، تحديدا في مدينة جنين، "لكن نتيجة التطورات المتلاحقة في الضفة الغربية والأوضاع الأمنية المعقدة، تقرر إقامة المستشفى في نابلس لاعتقاد الأردن أن الأوضاع في الضفة الغربية مرشحة لمزيد من التدهور، فجاء هذا التحرك الاستباقي من القوات المسلحة بإرسال المستشفى الميداني في الضفة الغربية، على غرار المستشفى الميداني في قطاع غزة".
قال نائب رئيس هيئة الأركان الأسبق الفريق المتقاعد قاصد محمود، في حديث للجزيرة نت، إن "حركة ناقلات جنود الجيش الأردني لا تعدّ تغييرا جوهريا"، وأضاف "واضح أن هناك تصعيدا في الموقف السياسي الأردني، وبالتالي عمان ترسل رسالة أكثر من تحذيرية للاحتلال الإسرائيلي".
وأكد محمود أن "صانع القرار في الأردن أعلن حالة الحرب بصورة رسمية وفعلية إذا تم تنفيذ عمليات تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وهذه الرسالة صدرت عن الملك عبد الله الثاني وعن وزير الخارجية أكثر من مرة".
أما الخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور محمد المقابلة فقد رأى، في حديثه للجزيرة نت، أن التحركات العسكرية الأردنية نحو الحدود مع فلسطين تأتي في سياق إعادة توزيع القوات، وترتيب مسرح العمليات المعني بالوضعية القتالية النهائية.
وأوضح الخبير أن الانتشار يكون وفق خطة دفاعية لتوقع حدوث اعتداء ما، أو أنه مرتبط باستكمال قرار سياسي قد يتخذ، وهذا القرار قد يتطلب ردا مقابلا، وبالتالي جاءت هذه الخطوة الاستباقية من الجيش الأردني، معربا عن اعتقاده بأن يكون الموقف الأردني متعلقا بمخاطر التهجير القسري من الضفة الغربية، وأن هناك قرارا سياسيا سيخرج يتعلق بهذا الأمر، لا سيما وأن الأردن لن يسمح بالتهجير.
وعلمت الجزيرة نت من مصادر مطلعة أن مطبخ القرار في الأردن ينظر بتخوف لتصاعد الأحداث العسكرية والأمنية في الضفة الغربية، خاصةً في مخيم جنين، معتبرةً إياه بمثابة إنذار مبكر لاحتمال تصعيد عسكري إسرائيلي، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى، وبالتالي تتصاعد معها التهديدات بهجرة سكانية من الضفة الغربية إلى الأردن، هذا الأمر يعني وضع الدولة الأردنية أمام احتمالات وسيناريوهات تصعيدية غير متوقعة ولا مقبولة.
وكان الجيش الأردني قد فتح تحقيقا بعد إصابة 7 من عناصر المستشفى الميداني الأردني في غزة خلال محاولتهم إسعاف مواطنين فلسطينيين أصيبوا خلال قصف إسرائيلي، بحسب بيان صادر عن الجيش.
وفي تصريح له اليوم الأحد، قال الملك الأردني عبد الله الثاني إن الاعتداء على الفرق الطبية في المستشفى الميداني بغزة "جريمة بشعة"، لافتًا إلى أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذا الهجوم".